الحمد لله الذي أنزل كتابه هدى للناس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان، وجعل تعاهد القرآن من أجلِّ القربات، وأعظم الطاعات.
فإن جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير إنما هي امتداد لتلك الحِلَق المباركة والدروس الشرعية التي أقامها العبد الصالح، الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل – رحمه الله – في مسجد مناظر ودار العلوم الشرعية بمدينة أبها، إذ اجتمع فيها الطلاب على تلاوة كتاب الله، وتلقِّي علوم الشريعة، فكانت نواةً لما تلاها من خير.
وقد كان بدء هذا المسار المبارك من مكة المكرمة، يوم أن هيّأ الله الشيخ محمد يوسف سيتي – رحمه الله – فسعى بالتعاون مع نخبة من رجالات الدعوة والإصلاح، وفي مقدمتهم: معالي الشيخ محمد بن صالح قزاز، والدكتور مصطفى غلام، والشيخ أحمد بن عبد الله القحطاني، والشيخ محمد سرور صبان – رحمهم الله – فأسسوا الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن سنة 1385هـ في بلد الله الحرام.
ثم لم يزل الخير يمتد، حتى بلغ مدينة أبها سنة 1390هـ، حيث تأسست الجمعية بمدرس واحد، الشيخ محمد يار كندي، ثم خلفه الشيخ عبيد الله بن عطاء الأفغاني، الذي أكرمه الله بجعل جهده سبباً في تحصيل الجنسية السعودية من الملك خالد – رحمه الله – تقديراً لبذله في خدمة كتاب الله وأبناء المنطقة.
وما برح هذا النور ينتشر في سائر جنبات الجنوب، حتى بلغ نجران وشرورة وظهران الجنوب، وامتد شمالاً إلى سبت العلايا، وشرقاً إلى الأمواه، وغرباً إلى شمران والعرضيات، حتى تماس مع حدود مكة المكرمة.
وفي عام 1403هـ أُلحِقت الجمعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فصارت تحت إشرافها التوجيهي والمنهجي، ثم لما أنشئت وزارة الشؤون الإسلامية صدر الأمر الكريم رقم (7/5/10737) في 10/7/1414هـ، فجُعل الإشراف على هذه الجمعيات من اختصاص الوزارة، فأولتها الرعاية، وجمعت رؤساء الجمعيات في اجتماع عام بتاريخ 13/1/1415هـ، ليُدرس حالها وتُرسم خطط النهوض بها، ويُمدّ نشاطها بما يقويها.
فصدر عن ذلك الاجتماع قرارات استراتيجية، منها: توحيد الجمعيات في ثلاث عشرة جمعية رئيسية بمدن المناطق، وأن تكون الجمعيات في المحافظات فروعاً لها، مع ضبط أهداف واضحة تسعى الوزارة لتحقيقها. وبناء على ذلك، صارت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بعسير تابعة للوزارة بالترخيص رقم (8) وتاريخ 8/7/1415هـ.
ولعِظَم مساحة المنطقة وصعوبة تضاريسها، ولتكاثف الجهود، افتُتِح للجمعية واحد وثلاثون فرعاً في محافظات عسير ومراكزها. وصارت الجمعية تعاون الدوائر الحكومية والتعليمية، فترسل المعلمين إلى الدفاع المدني، والسجون، ودور الملاحظة، والرعاية الاجتماعية، وغيرها من الجهات.
ثم جاء التعميم الصادر برقم (30518) في 3/8/1440هـ، المبلِّغ لتوجيه الوزير بالإنابة رقم (1/1/1558) المؤرخ في 28/7/1440هـ، القاضي بمواءمة أنظمة الجمعيات مع نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية. فنُقل الإشراف المالي والإداري للجمعية إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بموجب المرسوم الملكي (م/8) بتاريخ 19/2/1437هـ، وصدر لها الترخيص (3282) بتاريخ 26/4/1441هـ.
ثم لما أُنشئ المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، صارت الجمعية تابعة له بالترخيص ذاته (3282) بتاريخ 27/12/1443هـ.
وقد تعاقب على رئاسة الجمعية رجالٌ فُضلاء، جمعوا بين العلم والدعوة، والحرص على كتاب الله، وهم:
الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل،
الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي،
الشيخ محمد بن إبراهيم الحديثي،
الشيخ محمد بن محمد البشري،
الأستاذ يحيى بن محمد آل فايع،
الشيخ يحيى بن علي عسيري.
وكان تأسيس الجمعية بموجب شهادة التسجيل الصادرة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برقم (6) وتاريخ 8/7/1415هـ، لتبقى على العهد، حاملةً رسالة القرآن، عاملةً على تربية النشء على كتاب الله، ناشرةً للعلم، ساعيةً لإحياء الأمة بذكر الله وهداه.
الرؤية والرسالة
الرؤية : جيل ماهر متنافس في حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته الرسالة : تعليم كتاب الله و طرائق حففظه ببرامج تعليمية قرأنية إبداعية في بيئة جاذبة وبعمل مؤسسي من كفاءات مميزة تخدم فئات المجتمع